[yassine1]
ليست هناك ذاكرة قوية و ذاكرة ضعيفة، و لكن هناك ذاكرة مدربة و ذاكرة غير مدربة. ~هاري لوراين
تخيل معي لو أن عقولنا كانت مثل عقول الحواسيب؟! ما كنت ستحتاج أصلا لقراءة هذا الموضوع، أليس كذلك؟ لكن
لحظة، هذا الموضوع سيجعل عقلك يستوعب أفضل و أكثر إن تعلمت هذه التقنيات و أتقنتها جيدا حتى تصير اعتيادية لديك!
أولا، إن أهم ما يقوي الذاكرة و يطورها هو التدريب اليومي و المستمر، إذا لم تكن ممن يدربون ذاكرتهم بشكل يومي و مستمر فلا تتوقع وصفة سحرية تحولك إلى إنسان صاحب ذاكرة خارقة بين عشية و ضحاها.
ثانيا، إن العضلة كلما مرنتها كلما أصبحت أقوى، و كذلك الذاكرة كلما مرنتها أكثر كلما قويت أكثر.
ثالثا، هناك أشخاص حول العالم يتوفرون على ذاكرة خارقة تمكنهم من تخزين عدد يتألف من أكثر من ألف رقم، عشرات الأشخاص بأسمائهم، لوائح تتألف من مئات الكلمات إلخ… و هذا بطبيعة الحال يجب أن يتم إنجازه في وقت محدد من الزمن!
أنت كذلك باستطاعتك أن تصبح مثلهم و بل أفضل منهم إن تعلمت التقنيات بالشكل الصحيح و تدربت باستمرار و بالشكل الصحيح أيضا، لأني سأطلعك على نفس التقنيات التي يقومون باستخدامها أثناء المسابقات العالمية للذاكرة.
– دومينيك أوبريان لديه تسجيل في كتاب غينيس للأرقام القياسية بقيامه بتخزين سلسلة من أوراق اللعب (Playing cards) تتألف من 2808 ورقة (25 علبة ورق).
– سنة 2010 قام سيمون راينهارد من ألمانيا بتخزين 300 كلمة في 15 دقيقة.
– سنة 2010 قام جوهانز مالو من ألمانيا بتخزين 365 صورة في 15 دقيقة.
– سنة 2005 قام الصيني شاو لو بتخزين 68.890 رقم (Pi)
سنبدأ في هذه الحلقة بتقنية بسيطة، سننطلق من البسيط إلى الأكثر صعوبة، و في كل حلقة سنتعلم تقنية جديدة إلى أن تطلع على التقنيات كلها و بعد ذلك لن يبقى لك سوى التدرب.
التقنية الأولى:
تقنية الربط و القصة:
أول و أبسط الطرق هي طريقة القصة، تقوم بعمل روابط بين الأشياء التي تريد تذكرها ثم تجعلها على شكل قصة تتخيلها في دماغك. مثل السلسلة فهي عبارة عن حلقات متصلة فيما بينها، ستقوم بفعل نفس الشيء من أجل تخزين المعلومات الجديدة.
مثال:
لو قلت لك على سبيل المثال قم بتخزين هذه الأشياء في وقت لا يتعدى 30 ثانية، لكن بنفس الترتيب فهل ستفعل؟
1- مقص
2- بيضة
3- مطرقة
4- عصفور
5- رجل
6- حديقة
7- سيارة
8- كتاب
9- صباغة
10- مكتب
في يوم من الأيام استيقظ مقص من النوم، غسل و جهه و ارتدى ملابسه ثم خرج، و بينما هو في الطريق إذ به يرى بيضة ترقص من شدة الفرح، اقترب إليها و بدأ يتكلم معها و إذا بمطرقة قادمة من الإتجاه الآخر تجري. وصلت إلى المقص و البيضة و سلمت عليهما، و بينما هم كذلك إذا بهم يسمعون عصفورا يغني فأعجبهم لحنه و جلسوا ينصتون إليه و يبحثون من أين يأتي ذلك الصوت، شرعوا في البحث فإذا بهم يصادفون رجلا يعمل في حديقة بجانب الطريق فسألوه عن مصدر صوت العصفور، أخبرهم ذلك الرجل أنه محجوز في قفص في أحد الحدائق فذهبوا لتلك الحديقة جميعا من اجل إنقاذ العصفور و سرعان ما خرجت سيارة مسرعة من أحد الأماكن و كادت تصدم البيضة المسكينة و لكن سرعان ما توقفت، نزل منها كتاب جميل المظهر، لقد كان ذلك الكتاب هو سائق السيارة، فشرع معهم في الكلام و قال لهم ألم تروا أنكم تمشون في طريق السيارات، فاعترفوا بخطئهم ثم ركب الكتاب في السيارة و انطلق. و بينما هو في طريقه إلى العمل لمح نجارا يمسك قنينة من الصباغة و يصبغ بها مكتبا كان مصنوعا بطريقة جميلة، لقد كانت تلك الصباغة و ذلك المكتب في تناسق تام، فقال في نفسه ما أجمل تلك الصباغة و ذلك المكتب، يجب علي أن أعمل بجد حتى أوفر المال لشرائه.
تعتمد تقنيات الذاكرة على المخيلة و الإبداع، و أن ترى الأشياء في مخيلتك ليس على شكلها و حالتها الطبيعية المنطقية و إنما في شكل ساخر و حجم ضخم. لو حكيت لك هذه القصة و طلبت منك أن تذكرلي الأدوات العشرة فحتما ستستطيع ذلك لكن إن ذكرت لك الأدوات مجردة في لائحة فسيكون من الصعب تذكرها في نفس الترتيب.
كي تتقن هذه الطريقة جيدا يجب أن تمرن مخيلتك و ذاكرتك جيدا و كل يوم من خلال مختلف الحالات في سائر أيامك كي تصبح قادرا على ابتكار قصص بطريقة آنية و مبدعة، و تذكر أن الذاكرة مثل العضلة كلما مرنتها أكثر كلما أصبحت أكثر قوة.
شكرا على تواجدك و موعدنا مع تقنية أخرى من خلال تدوينة أخرى عن تقنية من تقنيات الذاكرة.
[yassine2]